لصديقنا في رأسه صحـراءُ جفت فلا عشبٌ بهـا أو مـاء وكأنها الميدانُ من بعد الوغـى فنيَ الجميع فمـا بهـا أحياء كصحيفة البلور يلمع سطحهـا ولها بيـاضٌ ناصـعٌ وضيـاء في الليل لا يحتاج قنديلا فمـن إشراقهـا تتـبـدد الظلـمـاءولقد سمعنـاهُ يقـول ودمعـهُ يجري فيعمـي مقلتيـهِ بكـاء كم من دوا للشعر قـد جربتـهُ يوما فراح سدى وظـل الـداء ياحسرتي ذهب الشباب وكان لي فيـه مآثـر جمة غــراء !أسفاهُ مالي في الحيـاةِ مطامـعٌ فأنـا وسكـان القبـور سـواء!قلنا له : مهلا لـم هـذا البكـا واسمع ففي هـذا الكـلامِ عـزاء ؟إن زال شعركَ وابتليت بصلعةٍ فـلأن فيـك نباهـةٌ وذكــاء فأجاب لا شرف أريد ولا عـلا هـلا لديكـم للشـعـور دواء؟؟ الصحراء: صحراء لا نبات فيها ولا كلأ..إشارة إلى أنه لم تبق برأسه شعرة واحدة!
صفحة البلور:إشارة إلى صفاوة الصلعة وبياضها الناصع وبريقها اللامع الشبيه بالبلور..
القنديل:وهو الضوء المبدد للظلام..وهي إشارة إلى الأضواء المنعكسة عليها لنعومة ملمسها وشفافيتها
للشاعر :صالح اهضير