مؤآمرة البطاطس

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه القصه بعنوان
مؤامرة البطاطس
وهذا هو

الفصل الاول

حيّرت هذه القضية كل من سمعها، وقد بدا للجميع أنها بلا حلّ.
لكنني أومن أن القليل من التفكير يمكن أن يحل أية قضية، هذا إذا
توافرت المعلومات الكافية، وكلما قلَّت المعلومات كلما زادت صعوبة الأمر،
وكلما اضطررنا للاعتماد على الاستنباطات، لكن هكذا تسير الأمور.
بدأت هذه المشكلة عندما تلقينا بلاغاً من السيدة "فهيمة السمنودي"
التي تسكن في أحد الشوارع الرئيسية بالزمالك، وعلى الفور انتقلنا إلى الفيلا،
وقمنا بكل المعاينات اللازمة واستجوبنا كل من كان متواجداً بالمكان وقتها،
بمن فيهم السيدة "فهيمة" نفسها، وهي سيدة أرستقراطية بمعنى الكلمة،
تسير في حياتها على نظام دقيق لا تحيد عنه أبداً، تهتم كثيراً بالتفاصيل الدقيقة،
وهذا هو سر الشكوى الدائمة للخدم في الفيلا.
السيدة "فهيمة" تعشق البطاطس، وتحرص على أن تتناول كفايتها
منها في كل وجبة، فيجب أن يحتوي الإفطار على طبق من البطاطس
المهروسة بالزيت والبقدونس، وفي الغداء يتوافر بصفة دائمة طبق
من البطاطس المهروسة بالمايونيز، بينما يتوافر على العشاء طبق
من البطاطس المقلية، وقد حفظ خدم الفيلا
هذا النظام وصاروا ينفذونه يوميّاً دونما حاجة لكلام أو مناقشة.

هنا بدأت المؤامرة الرهيبة.. ففي صباح ذلك اليوم تأخر تقديم الإفطار
على غير العادة، ولما استعجلت السيدة "فهيمة" الخدم قدموا لها الإفطار،
لكنها لم تجد طبق البطاطس المهروسة بالزيت والبقدونس بين الأطباق المقدَّمة،
ولما سألت السفرجي عن حقيقة الأمر شعرت به وهو يرتجف خوفاً،
واستدعى الطباخ على الفور؛ ليكلمها، بحجة أن الطباخ هو المسئول
عن هذا الأمر.. أتى الطباخ، وكانت هناك نظرة غريبة في عينيه،
فلما سألته انهار باكياً على الفور!.. وبعد أن هدأ الطباخ قال للسيدة "فهيمة"
إنه استيقظ هذا الصباح ليجد أن مخزون البطاطس في الفيلا قد اختفى، حاول
أن يحصل على بعض البطاطس من التي تزرع في الحديقة الخلفية للفيلا،
لكنها كانت قد اقتلعت من التربة كلها. خرج إلى السوق؛ ليشتري
بعض البطاطس لكنه لم يجد حبة بطاطس واحدة، وعندما سأل إحدى البائعات
اللواتي يفترشن الأرض عن المكان الذي يمكن أن يحصل منه على
بعض البطاطس قالت له البائعة: إن رجلاً عريض المنكبين ذا شارب
ضخم قد مرّ في الصباح الباكر، وابتاع البطاطس الموجودة
في المنطقة كلها، وأنه من الصعوبة بمكان الحصول على حبة
بطاطس واحدة اليوم!
وهكذا فشل الطباخ في الحصول على بطاطس لطبق الإفطار.

كانت السيدة "فهيمة" في غاية الغضب، وعلى حافة ثورة عارمة،
فهناك من سرق مخزون البطاطس بالفيلا، وهناك من اقتلع البطاطس
المزروعة بالحديقة، وهناك من تسبب في نفاد البطاطس من السوق..
إن هناك شخصاً ما، أو عصابة ما، أو دولة معادية ما!!.. تحاول
منعها من تناول البطاطس التي تحبها.. إن الأمر جد خطير، والمؤامرة
يجب أن تُكشف بأسرع وقت. أرسلت السيدة "فهيمة" أحد الخدم؛
ليحضر بعض البطاطس من خارج منطقة الزمالك، لكنه خرج
ولم يعد، وهي تشك الآن أنه تعرض للاختطاف؛ كي لا يحصل
على البطاطس. وهكذا اضطرت أن تبلغ السلطات، كما أنها
أرسلت بالفاكس إلى مكتب محقق خاص في لندن؛ ليتولى كشف المؤامرة،
وسيصل هذا المحقق على أول طائرة قادمة غداً، لكنني واثق
من أنني سأصل إلى الحل قبله؛ فرغم كل الغموض المحيط بالموضوع،
إلا أنني سأبذل قصارى جهدي حتى أصل إلى الحقيقة،
فأنا لا أبغي إلا الحقيقة، وأظن أن السيدة فهيمة لا تبغي إلا الحقيقة
هي الأخرى، بل إنها تبغي الحقيقة وشيئا آخر.. هو البطاطس طبعاً!

اتمنى ان تنال القصه اعجابكم
واذا اردتم التواصل معها
انتظروا الفصل الثانى

قصه
جميله
جميله
جميله
جدا
وتستحق ردود جميع الاعضاء والمشرفين عليها
دائما متميزه في مواضيعك
farao

قصه فوق الممتاز

منتظر الجزء الثانى

تقبلى مروروى

القصة بها غموض لاننى اقرأها ولا اشعر اننى اقرأ قصة عن سرقة البطاطس

لكنها لها مدلولات اخرى وابعاد اخرى

اتابع معكم القصة حتى نهايتها

فشكراااا لكى على ما قدمتيه