أيها الطائر في أفق سماء الجنون، إلام تعلو وإلى أين المصير؟ لست نسرًا لتعلو وتبحث عن طريدة، ولست قمرياً تبحث عن قفص مودة لست سهيلاً ليضيء في ليالي العاشقين، ولست بدراً تهفو إليك أنظار الهائمين ولست بازيًا يبسط جناحيه طائراً كسلطان في عرش متين أيها الباكي، لن تحلق أبعد مما حلقت؛ فعلام الصعود؟ وإلى أين المصير؟ مهما علوت بما حملت، لن تكون غيمةً تسقي الأرض القاحلة، فادخر ماء وجهك؛ لأنك إن بذلته ستموت عطشاً، وسيأتيك اليقين لست حورية؛ فعلام الحب والغناء؟ علام الطرب والهناء؟ امكث في سجنك واستقر، فإما تموت ميتة الفقراء لا يشعرنّ بك أحد وإما تموتن ميتة الأمراء فلا تخفى على أحد كيف ستحط بعد هذا الطيران البعيد؟ إلى أين ستهبط؟ انتبه، فلربما صادك سهم أو رصاصة من جائع جهيد أو لاهٍ عتيد صدقني، انتبه فلعلك لا تطأ قدماك أرضًا، بل أكفان قبر جديد أو يلقاك منافق يأخذ من صميمك دمك، ويعود عليك بالصديد حبيبي، عُد إليّ، لا تبتعد؛ فالانتظار عليّ شديد حبيبي، اسمع مني ندائي وعد، لا يكن صوتي كرجع بعيد حبيبي، لا تحمّلني مالا أطيق؛ فصبري ذاب ولان الحديد حبيبي، لا تحتسي شراب الهوى؛ فإنه هوان يزيد حبيبي، أعرني السمع منك؛ فإني لك ناصح رشيد قل لي ماذا تريد؟ قل لي ماذا تريد؟ لعلك تطلب محبوباً؟ إيّاك إيّاك؛ فهو سراب بعيد أو لعلك تقصد مطلوباً؛ فما هو؟ خبرني أفدك قبل أن يذهب العمر في بحث مديد أو لعلك تطلب لهواً، فارجع واتق الله؛ فهو أقرب من حبل الوريد عد إليّ ولا تقل أريد حبًّا ملء الوريد عد إليّ ولا تطلب ما ينقصك ولا يزيد عد إليّ، فقد خصصتك بالمكان الفريد بين أضلعي في سويداء حشايا بين الأبهر والوريد عد إليّ، فلا سبيل إليك إلا إليّ، فلا تطل الصدود عد إليّ وفيك قوة لا وهن شديد عد إليّ، أهبك حبي مدى الحياة، وأمنحك الحب الرشيد عد إليّ، فما وهبت حبك أحداً إلا أذَلّك من جديد وأحاطك بالذل وثقل القيود عد إليّ، فإنني بشوق إليك شديد عد إليّ، أغني لك لحن الخلود ونحيا معاً درب الحياة بلا حدود عد إليّ، نمشي من جديد؛ متعانقين كما الحبيبين في حبّ عميد عد إليّ، فإنني أبكيك كما يبكي الوليد |